ولاية الملائكة في الدنيا للذي قال ربي الله ثم استقام

وأما ولاية الـملائكة له الـمسلم الـمستقيم على الدين في الآخرة عند الاحتضار: فإن الـمسلم الـمستقيم على الدين عند حضور أجله، فإن الـملائكة تنزل عليه بالرحمة والرضوان، وتبشره بالذي يسره، وتقول له بعطف ولطف وحنان: يا أيتها النفس الـمطمئنة، اخرجي إلى روح ورضوان، ورب غير غضبان، أبشر بالذي يسرك، فهـذا يومك الذي كنت توعد. ويقول الله: ﴿يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ ٢٧ ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ ٢٨ فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي ٢٩ وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي ٣٠﴾ [الفجر: 27-30]. ولهذا ختم هذه البشارات بقوله: ﴿...وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَشۡتَهِيٓ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾ [فصلت: 31-3]. أي لكم ما تتمنون وما لا يخطر ببال أحدكم من كل ما تشتهي الأنفس، وتلذ الأعين، نزلاً أي ضيافة وكرامة من غفور رحيم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 67 التذكير بالاستقامة على الدين - المجلد 7