الحث على الإنفاق وذم البخل

قد ضرب الله لكم مثلاً فاستمعوه واتبعوه، يقول الله سبحانه: ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةٖ مِّاْئَةُ حَبَّةٖۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ ٢٦١﴾ [البقرة: 261]. فهذا مثل ضربه الله للذين ينفقون أموالهم في طاعة الله، وإن الدرهم الواحد بسبعمائة درهم. وهذه الـمضاعفة الفاخرة حاصلة للمتصدق في الدنيا قبل الآخرة. ففى الدنيا يدرك الـمتصدق سعة الرزق وبسطته، ونزول البركة فيه، حتى في يد ذريته من بعده ﴿وَمَن يَبۡخَلۡ فَإِنَّمَا يَبۡخَلُ عَن نَّفۡسِهِۦ﴾ [محمد: 38]. أي يبخل بالفضل والبركة في حياته، ويبخل بالأجر الـمدخر له في آخرته بسبب صدقته. وصدق الله العظيم ﴿ٱلشَّيۡطَٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَآءِ﴾ - أي البخل فسمى الله البخل فاحشة - ﴿وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغۡفِرَةٗ مِّنۡهُ﴾ - لذنوبكم- أي بصدقتكم- ﴿وَفَضۡلٗا﴾ - أي سعة وبركة في أموالكم - ﴿وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ﴾ [البقرة: 268]. وقال: ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الحشر: 9].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 56 فضل الصّدَقة والنفقة في وجوه البّر والخَير - المجلد 7