الدنيا دار متاع وفناء
فإن الله سبحانه خلق الناس، وخلق لهم الدنيا بما فيها من الخيرات، والفواكه والثمرات، ليتمتعوا بها إلى ما هو خير منها، ابتلاء وامتحانًا، ليبلوهم أيهم أحسن عملا. كلوا من رزق ربكم واعبدوه، واشكروا له، إليه ترجعون.
كتب سبحانه على الدنيا الفناء، وعلى الآخرة البقاء، ولا بقاء لما كتب عليه الفناء ﴿يَٰقَوۡمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا مَتَٰعٞ وَإِنَّ ٱلۡأٓخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ ٣٩ مَنۡ عَمِلَ سَيِّئَةٗ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَاۖ وَمَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ يُرۡزَقُونَ فِيهَا بِغَيۡرِ حِسَابٖ ٤٠﴾ [غافر: 39-40].
فسمى الله الدنيا دار متاع. والـمتاع ما يتمتع به صاحبه برهة ثم ينقطع عنه، مأخوذ من متاع الـمسافر. ﴿أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [التوبة: 38]. وقال: ﴿وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ﴾ [الحديد: 20].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 54 الوصية في حالة الصِّحّة وكونها من الحَزم وفعل أولي العَزم - المجلد 7