شريعة محمد صلى الله عليه وسلم خاتمة الشرائع
إن الله - سبحانه - ختم الرسل بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ﴾، كما ختم الشرائع بشريعته الشاملة الكاملة الصالحة لكل زمان ومكان، قد نظمت حياة الناس أحسن نظام بالحكمة والمصلحة والعدل والإتقان، فلو أن الناس آمنوا بتعاليمها وانقادوا لحكمها وتنظيمها ووقفوا عند حدودها ومراسيمها لصاروا بها سعداء. لأنها تهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم. فلا يجوز الأحد أن يتعبد بغير شريعته، لأن الله - سبحانه - أرسله إلى كافة الناس بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فكما أنه رسول للمسلمين فإنه رسول لليهود والنصارى وسائر الأمم أجمعين في مشارق الأرض ومغاربها. يقول الله: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾. وقال – سبحانه -: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾، وقال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ١٠٧﴾، أي للخلق أجمعين.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / فصل في تسمية النصارى بالمسيحيين