القرآن هو الآية الخالدة المشاهدة إلى يوم القيامة

ومثله (أي مثل معجزات عيسى عليه السلام) معجزات موسى ومعجزات داود وسليمان، فقد أثبتها القرآن الكريم ومن كذب بها فإنه كافر وقد امتنع نزول الآيات بعد عيسى، يقول الله: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ﴾، وكل معجزات الأنبياء زالت بزوالهم ولم يبق إلا الإيمان بها في جملة الإيمان بالغيب، وفي الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من نبي إلَّا وقد أوتِيَ مِن الآياتِ ما آمن به البشر، وأن المعجزة الَّتي أوتيتها هو هذا القُرآن، وإنِّي أرجو أنْ أَكونَ أكْثَرَهم تَبَعاً). فهذا القرآن هو الآية الخالدة المشاهدة إلى يوم القيامة وهو معجزة الدهور وسفر السعادة ودستور العدالة وقانون الفريضة والفضيلة محفوظ في المصاحف وفي الصدور، بحيث لا يستطيع أحد أن يُقحم فيه حرفاً أو يحذف منه حرفاً، لأن الله - سبحانه - تولى حفظه فقال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ٩﴾. أما سائر الكتب المقدسة فقد وكل حفظها إلى أهلها فضيعوها كما قال سبحانه -: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ﴾.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / فصل في تسمية النصارى بالمسيحيين