لما بعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - صارت يد إسماعيل فوق الجميع

فلما بعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - صارت يد إسماعيل فوق الجميع فلم يكن في الأرض سلطان أعز من سلطانهم وقهروا فارس والروم وغيرهم من الأمم وقهروا اليهود والنصارى والمجوس والمشركين والصابئين وكان لهم حسن العاقبة في التمكين والسيادة والعاقبة للمتقين. وفي الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أنا سيِّدُ النَّاسِ يومَ القيامةِ)، فببركة بعثته انتقل الملك والسيادة في الأرض إلى أمته وخاصة أصحابه وأتباعه، فقال - سبحانه -: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ﴾ وصدق الله وعده فصاروا هم ملوك الأمصار بعد أن كانوا عالة في القرى والقفار، وهذا العز والسيادة في الأرض هو مقيد بقوله تعالى: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ٤٠ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ٤١﴾.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / (التفضيل بين بني إسحاق وبنى إسماعيل)