رأي شيخ الإسلام ابن تيمية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إنه يجب على كل مسلم التصديق بما أخبر الله ورسوله، وأنه ليس موقوفًا على أن يقوم دليل عقلي على ذلك الأمر أو النهي أو الخبر. فإن مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن الله إذا أخبر في القرآن بشيء، أو أن الرسول إذا أخبر بشيء فإنه يجب علينا التصديق به، وإن لم نعلم بعقولنا حكمته. ومن لم يقر بما جاء عن الله ورسوله حتى يعلم بعقله فقد أشبه الذين قالوا: ﴿لَن نُّؤۡمِنَ حَتَّىٰ نُؤۡتَىٰ مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِۘ﴾ [الأنعام: 124]. ومن سلك هذا السبيل، فليس بالحقيقة مؤمنًا بالقرآن ولا بالرسول، ولا متلقيًا عنه الأخبار بالقبول، ولا فرق عنده بين أن يخبر القرآن أو الرسول بشيء أو لا يخبر به. فإن ما أخبر به إذا لم يعلمه بعقله لا يصدق به، بل يتأوله أو يفوضه. وما لم يخبر به إن علمه بعقله آمن به، ولا فرق عند من سلك هذا السبيل بين وجود القرآن والرسول، وبين عدم وجودهما. ويصير ما يذكر من القرآن والحديث والإجماع عديم الأثر عنده. انتهى.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (14) وجُوب الإيمان بما أخبَرَ به القرآن من مُعجزات الأنبيَاء عليهم الصّلاة والسّلام - المجلد (6)