حصار المرتدين لقبيلة عبد القيس وموت القراء في معركة اليمامة

حاصر الـمرتدون قبيلة عبد القيس في بلدهم من أجل تمسكهم بدينهم حتى أرسلوا لهم رسولاً إلى أبي بكر يستنجدونه، ويستمدون منه العون على عدوهم، وقد أنشدوا في كتابهم: ألا أبلغ أبا بكر رسولا وفتيان الـمدينة أجمعينا فهل لكم إلى قوم كرام قعود في جؤاثا محصـرينا كأن دماءهم في كل فج دماء البدن تغشى الناظرينا توكلنا على الرحمن إنا وجدنا النصـر للمتوكلينا فعند ذلك تجرد الصحابة لقتال الـمرتدين، ليردوهم إلى الدين. فأرسلهم أبو بكر فِرَقًا، وقد اتسعت الفتنة، وعظم الخطب، فكان مع مسيلمة الكذاب جنود كأمثال الجبال، وادعت سجَاح النبوة، فكان معها من الجنود مثل ذلك. وكان أكبر من تولى قتالهم هو سيف الله خالد بن الوليد، فبالغ في قتال مسيلمة الكذاب وجنوده، حتى قتل جمع كثير من أصحاب رسول الله ﷺ في هذه الـمعركة، ومن جملتهم سبعون رجلاً من القراء الذين يحفظون القرآن، فقتلوا في الـمعركة في مكان يسمى العيينة - بالقرب من الرياض عاصمة الـمملكة العربية السعودية –.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (27) عقابُ المانِعين للزكاة وكونه يجب على الإمام أن ينتزعها منهم طوعًا أو كرهًا - المجلد (6)