لما ارتد العرب منعوا زكاة أموالهم

لما مات رسول الله ﷺ ارتد أكثر العرب عن الإسلام، قائلين: إنه لو كان نبيًّا لم يمت. وعلى أثر هذه الردة منعوا زكاة أموالهم. يقول بعضهم: إننا لم نؤمر أن نؤدي الزكاة إلا إلى الرسول في حالة حياته، لأجل أن يستغفر لنا، وبعد موته فلا زكاة علينا. فعمَّت الردة جميع العرب، من أقصاهم إلى أدناهم، إلى حالة أن الصحابة جعلوا لهم حرسًا على أفواه السكك خوفًا من تَوَثُّب الأعراب عليهم. فاشتد الأمر بالصحابة، حتى قال أنس بن مالك: إنه لما مات رسول الله ﷺ كنا كالغنم الـمنطورة، فما زال أبو بكر يشجعنا حتى كنا كالأسود الـمتنمرة. وإن الردة عمَّت جميع الناس؛ من عرب الحجاز ونجد واليمن والبحرين وعمان، حتى إنه لم يبق مسجد يصلى فيه إلا مسجد مكة والـمدينة، ومسجد عبد القيس بجواثى - أي بلد الأحساء الـمعروفة - وفي ذلك يقول الشاعر: والـمسجد الثالث الشـرقي كان لنا والـمنبران وفصل القول والخطب أيام لا منبر للناس نعرفه إلا بطيبة والـمحجوج ذي الحجب
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (27) عقابُ المانِعين للزكاة وكونه يجب على الإمام أن ينتزعها منهم طوعًا أو كرهًا - المجلد (6)