لـمـا انتشرت الفتوح الإسلامية عكف المسلمون على تمهيد قواعد الدين

لـمـا انتشرت الفتوح الإسلامية وامتد سلطان الـمسلمين على الأقطار الأجنبية؛ لم يقصروا نفوسهم على استلذاذ الترف ورخاء العيش، وتزويق الأبنية فحسب، بل عكفوا جادين على تمهيد قواعد الدين، وهدم قواعد الـملحدين، وترقية العلوم الإسلامية، ونشر اللغة العربية. فاستنبطوا الأحكام وبينوا للناس الحلال والحرام، وكشفوا عن قلوبهم خرافات الضلال والأوهام فرَقَتْ حضارة الإسلام رقيًّا لا يماثَل ولا يضاهَى ولا يضام. فاختطوا الـمدن، وأنشؤوا الـمساجد، وأشادوا الـمكارم والـمفاخر، فأوجدوا حضارة جديدة نضرة، جمعت بين الدين والدنيا. أسسوا قواعدها على الطاعة، فدامت بقوة الاستطاعة. وغرسوا فيها الأعمال البارّة فأينعت لهم بالأرزاق الدارة. أمدهم الله بالـمال والبنين وجعلهم أكثر أهل الأرض نفيرًا. آثارهم تنبيك عن أخبارهم حتى كأنك بالعيان تراهم تالله لا يأتي الزمان بمثلهم أبدًا ولا يحمي الثغور سواهم
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (7) نظَام شَرع الإسلام وكونه صَالحًا لكلّ زَمانٍ ومَكان - المجلد (6)