تحويل عمر للمقام عن محله الذي كان فيه لما كثر القاصدون للحج
في تحقيق الـمقال في نقل عمر للمقام من لصق الكعبة إلى موضعه الآن ابتداء من غير سبق.
ثبت بالأقوال الصحيحة والآثار الصريحة أن الـمقام كان لصق الكعبة زمن النبي ﷺ وزمن أبي بكر وصدرًا من خلافة عمر، وكذلك زمن الجاهلية بطريق اليقين، وكذا في زمن إبراهيم على ما قاله ابن عباس، فلما اتسعت الفتوح الإسلامية وامتد سلطان الـمسلمين على الأقطار الأجنبية وكثر الداخلون في الإسلام والقاصدون لحج بيت الله الحرام وصار الـمصلون عند الـمقام يعرقلون سير الطائفين بالبيت الحرام، كما أن الطائفين يؤذون الـمصلين بوطئهم بالأقدام فاقتضى رأي عمر أن يرفعه إلى حد الـمطاف، حيث رأى هذا الحد كافيًا للناس، فرفعه إلى مكانه الآن ووافقه على ذلك جميع الصحابة الكرام، حتى لم يختلف عليه منهم إنسان، واشتهر هذا النقل عند الناس وتحدث به العام والخاص.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " تحقيق المقال في جواز تحويل المقام لضرورة توسعة المطاف بالبيت الحرام " / الفصل الثالث عشر - المجلد (5)