صار الناس في الغرب يرغبون في اقتناء الكلاب، يتسلون بها عن تربية الأولاد
وعلى أثر هذا (الانقطاع في وشائج القرابة المنتشر في الغرب)، صاروا يرغبون في اقتناء الكلاب، يتسلون بها عن تربية الأولاد، ولنسائهم معها مآرب أخرى. وعلى أثر هذا انصرف الشباب والشابات عن التعلم في الـمدارس للصنائع وغيرها، الذي عليها مدار قوتهم ورُقيهم وثروتهم، حتى قل مالهم، وانقرض نسلهم، وتعطلت صنائعهم.
فهـذه الحالة الـمزرية، هي نهاية الـمدنية والحرية التي يفتخر بها الغرب، حتى صاروا لا يعدون الزنا جريمة، لكونه بزعمهم من كمال الحرية التي تتمتع بها الـمرأة، إلا إذا زنى بها مكرهة، أو زنى بها على فراش الزوج، مع العلم أن الزنا محرم في شريعتهم، ولا نقول: إنهم كلهم بهذه الصفة، وإنما نقول: إن هذا هو الأمر الغالب على أخلاقهم، والعادة السائدة من بينهم، وإلا فقد توجد بيوت يلتزم أهلها بالعفاف والحشمة، والقيام بخدمة الـمنزل وحسن التربية، ورعاية حق الزوج واحترامه، لكن مثل هذا قليل عندهم جدًا، ولا يزال عقلاؤهم وكتابهم، والكاتبات الـمفكرات من نسائهم، ينحون بالـملام، وتوجيه الـمذام، على سوء تربية نسائهم، وفساد أخلاقهن.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (77) نهاية المرأة الغربيّة بداية المرأة العَربيَة - المجلد (7)