شباب العصر قد صرفوا جل عقولهم واهتمامهم إلى تقليد النصارى

إن شباب العصر قد صرفوا جل عقولهم واهتمامهم إلى تقليد النصارى في سوء أعمالهم، حتى في سفاسف أخلاقهم وعاداتهم، يظنون من رأيهم القصير، وعزمهم الحقير، أن الحضارة والـمدنية والرقي والتقدم هو في معاقرة الخمور، ومجاراة النصارى في الخلاعة والسفور، وقد ضربهم من الجهل سرادق، ومن الغباوة أطباق، وغرهم بالله الغرور، تالله لقد سلكوا شعاب الضلالة، وسقطوا في هوات الـمذلة، ورضوا بأخلاق الـمذمة التي ساقهم إليها ودلهم عليها صريح الجهل وسفالة الأخلاق ومجالسة الفساق، فإن داموا على ما هم عليه، ولم يعدلوا سيرتهم، ولم يرجعوا إلى طاعة ربهم، صاروا مثالاً للمعايب، ورشقًا لنبال الـمثالب. وسيسجل التاريخ مساوئهم السيئة التي خالفوا بها سيرة سلفهم الصالحين، الذين شرفوا عليهم بتمسكهم بالدين، وطاعة رب العالـمين، فلا أدري من أحق بالأمن إن كنتم تعلمون. فانتبهوا من غفلتكم، وتوبوا من زللكم، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (66) الخمر وكونها أم الشّرور والدّاعية إلى الفجور - المجلد (7)