إذا تخلف عمل المسلمين عن واجبات دينهم تخلف عنهم النصر
إذا تخلف عملهم (يعني المسلمين)عن واجبات دينهم، أو لم يستعدوا بالحزم والقوة لجهاد عدوهم، فإنه يتخلف عنهم هذا النصر الـمضمون لهم؛ لأن ذنوب الجيش جند عليه، والاتكال على الإيمان بدون عمل يعتبر عجزًا ومخالفة لأمر الله ورسوله.
لهذا، يجب التفكير في سبب تخلف هذا النصر عن الـمؤمنين طيلة هذه السنين في قوله: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الروم: 47]. ولن يخلف الله وعده، وإن تخلف هذا النصر إنما هو من أجل تخلف إصلاح الأحوال والأعمال، فتسلط الأعداء عليهم في حال تقصيرهم في واجبات دينهم، وعدم استعدادهم بالقوة لمجابهة عدوهم ﴿مَّآ أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٖ فَمِن نَّفۡسِكَ﴾ [النساء: 79].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (57) الجهاد في سبيل الله وفضل النفقة فيه - المجلد (7)