من عرف الله معرفة صحيحة عبده عبادة صحيحة
فيا أيها الناس، اتقوا الله وأطيعوه، وامتثلوا أمر ربكم ولا تعصوه، فإن أطعتموه لم يصل إليكم شيء تكرهونه، وإن عصيتموه عاقبكم بما لا تطيقونه. واعلموا رحمكم الله - أن من عرف الله معرفة صحيحة عبده عبادة صحيحة، ومن شرح الله صدره للإسلام، ونور قلبه بالإيمان، قبل الوعظ والنصيحة. ومن أَمِن مكر الله، وترك فرائض الله، وتجرأ على معاصي الله، أذاقه الله لباس الجوع والخوف والفضيحة، وعلى قدر جهل العبد بربه، وتقصيره بأداء واجب حقه، تصدر عنه أعماله القبيحة، وإن الله يقول: ﴿مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗۖ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٩٧﴾ [النحل: 97]. فَوَعَد الله - ووَعْدُه حقٌّ وصدق- كل من عمل صالحًا من صلاة وزكاة وصيام وصدقة وإحسان إلى الفقراء والـمساكين والأيتام، فمن عمل هذه الأعمال وهو مؤمن وسعى سعيه لكسب الـمال الحلال، أحياه الله حياة سعيدة طيبة، يجد لذتها في قلبه، وتسري بالصحة والسرور على سائر جسمه، ويكون سعيدًا في حياته، سعيدًا بعد وفاته، ويكون من أولياء الله الـمقربين، وحزبه الـمفلحين.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (56) فضل الصّدَقة والنفقة في وجوه البّر والخَير - المجلد (7)