المؤمنون يتبادلون التهانئ بدخول شهر رمضان

ولأجل هذه الفضائل (يعني فضائل شهر رمضان) جرى تبادل التهاني بين الـمؤمنين في دخوله، بحيث يهنئ بعضهم بعضًا ببلوغه؛ لأن بلوغه نعمة عظيمة، ومنحة جسيمة في حق من أطاع الله واتقاه، إذ لا أفضل من مؤمن يعمر في الإسلام للتزود من الصلاة والصيام وصالح الأعمال، والـموتى في قبورهم يتحسرون على زيادة في أعمالهم. ويتمنون الرجعة إلى الدنيا ليعملوا أعمالاً صالحة. يقول الـمفرط منهم: ﴿...رَبِّ ٱرۡجِعُونِ ٩٩ لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُ﴾ [الـمؤمنون: 99-100]. فلا يجابون إلى ما سألوا قد حيل بينهم وبين العمل، وغلقت منهم الرهون، فهم يتمنون العمل ولا يقدرون عليه. وأنتم تقدرون على العمل ولا تعملون.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (36) الذكرى الثانية من رمضان - المجلد (6)