مجاهدة الولد على الصلاة هو من الجهاد في سبيل الله
(إن) الـمدارس مهما صلحت ونصحت؛ فإنها تحتاج - نمط مهمة نجاح الولد - إلى مساعدة الوالد، بحيث يراقب ولده في كل حالاته، فيحثه على تعلم ما ينفعه، ويباعده عن النوادي، وسائر ما يضره، ويدخله معه البيت بعد صلاة العشاء، ويأخذ بيده إلى الـمسجد معه ليؤدي فريضة ربه.
فالصلاة في الـمساجد وإن كانت ثقيلة في نفس الصبي، لكنه بمزاولته لها، والأخذ بيده إليها، يعود حبها ملكة راسخة في قلبه، تحببه من ربه، وتقربه من خلقه، وتصلح له أمر دنياه وآخرته؛ لأنها صلة بين العبد وبين ربه، وصلة بين العبد وبين إخوانه، فهي الدواء الناجح النافع تقيم أَوْدَ الولد، وتصلح منه ما فسد، وتذكِّره بالله الكريم الأكبر، وتصده عن الفحشاء والـمنكر، يقول الله تعالى: ﴿ٱتۡلُ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ ٤٥﴾ [العنكبوت: 45]. ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ ٤٥﴾ [البقرة: 45]. فمجاهدة الولد عليها هو من الجهاد في سبيل الله ﴿وَجَٰهِدُواْ فِي ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦۚ هُوَ ٱجۡتَبَاكُمۡ﴾ [الحج: 78].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (21) تهذيب الأولاد على المحافظة على الفَرائض والفضَائل والتّنزه عَن مُنكرات الأخلاق والرذائل - المجلد (6)