إن الله لَيَزعُ بالسلطان أعظم مما يَزعُ بالقرآن

كم من رجل حسن الخلق نزيه العرض، عفيف الشرف، سليم العقيدة، اصطحب مع سفهاء الأحلام، وضعفاء العقول والأديان، فأفسدوا فضائله، وأوقعوه في الرذائل، وغيروا عقيدته، فساءت طباعه، وفسدت أوضاعه، وانتشر عنه الذكر الخامل، والسمعة السيئة. إن الدواء الكريه الـمر النافع لن يستعمله الولد إلا بإيعاز من الوالد، وإن الله لَيَزعُ بالسلطان أعظم مما يَزعُ بالقرآن، والرجل سلطان على أهل بيته «وكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتهِ» فالـمحب الصادق، هو من يجرع صديقه الـمر ليقيه من الوقوع في الضر، اسق ولدك مرًّا يصادف منه نفعًا، ولا تعدل عنه إلى حلو يضر. فإن الـمرَّ حين يَسُـرُّ حُلْو وإن الحلو حين يضـر مُر
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (21) تهذيب الأولاد على المحافظة على الفَرائض والفضَائل والتّنزه عَن مُنكرات الأخلاق والرذائل - المجلد (6)