المدح للغَنِيّ التَّقِيّ، والـمؤمن القوي
ولسنا - بمدحنا للقناعة - نذم السعي والكسب والغنى، أو أننا نمدح الخمول والقعود والفقر. كلا والله، وإنما نمدح الغَنِيّ التَّقِيّ، والـمؤمن القوي، ذا الحول والقوة، الذي يسعى بجده واجتهاده إلى توسيع تجارته، ثم التزود منها لآخرته، فيكون غنيًّا بماله، غنيًّا بصالح أعماله. آتاه الله الثروة والنعمة، فعادت عليه بالسعادة والرحمة بالرأي والتدبير، وصانها عن الإسراف والتبذير، وعاد بأداء زكاتها، وبالصدقة منها على الفقير والـمسكين، وعلى الرحم واليتيم، فزكت نعمته وزادت، وثبتت ودامت، فكان عمله بارًّا، ورزق الله عليه دارًّا. ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [الزمر: 18].
أسأل الله سبحانه أن يعمنا وإياكم بعفوه، وأن يسبغ علينا وعليكم واسع فضله، وأن يدخلنا برحمته في الصالحين من عباده، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (20) الحياة الطيّبَة وكونها لا تُدرَك إلا بالأعمال الصّالحة - المجلد (6)