لا يهذب الدنيا ويصفيها سوى الدين وعبادة رب العالـمين
إن الدنيا محفوفة بالأنكاد والأكدار، وبالشرور والأضرار، ولا يهذبها ويصفيها سوى الدين وعبادة رب العالـمين. فهي التي تجعل للمسلم من كل همّ فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ومن كل بلوى عافية، كما في الحديث أن النبي ﷺ قال: «يقول الله عز وجل: بْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِى أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلأْتُ يَدَيْكَ شُغْلاً وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ» ومعنى التفرغ لعبادته أي العبادة التي أوجب الله عليك، فلا ينبغي أن تشتغل عنها بأهل ولا مال. ثم تتزود بما تستطيع من النوافل؛ فإنها نعم العون على ما تزاوله من أمور الحياة. كما أنها من الأسباب التي تحبب الرب إلى العبد فتجعله من حزبه الـمفلحين، وأوليائه الـمقربين لحديث: «مَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أَحْبَبْتُهُ» إلى أن يقول: «وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ»
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (19) آية الحُقوق العشرَة المذكورة في قوله تعالى: ﴿وَٱعبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشرِكُواْ بِهِۦ شَيْئًا ﴾ - المجلد (6)