العلم الـممدوح في القرآن هو علم الدين
إن شرف العلم وفضله هو بشرف مدلوله وما يؤول إليه، فالعلم الـممدوح في القرآن هو علم الدين: كالعلم بكتاب الله وسنة رسوله، ثم العلم بالأحكام وأمور الحلال والحرام، ثم العمل به. فمن عمل بما علم، أورثه الله علم ما لم يعلم.
أما من لم يعمل بعلمه؛ فقد قالوا: إنه يعذب مع عبدة الأوثان، وأنشدوا:
وعالـم بعلمه لم يعملن
معذب من قبل عباد الوثن
ورأس العلم: خشية الله. أما الـمعارف بأمور الدنيا فليست من العلم الـممدوح في القرآن؛ لدخولها في قوله تعالى: ﴿يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ غَٰفِلُونَ ٧﴾ [الروم: 7].
لكن يمدح منها تعلم ما لا بد منه للمسلمين من حاجة، كتعلم السلاح، وسائر وسائل القوة مما ينكى به العدو. فقد ورد أنه «يُدْخِلُ الْجَنَّةَ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلاثَةً: صَانِعَهُ مُحْتَسِبًا بِصَنْعَتِهِ، والـممد به، وَالرَّامِيَ بِهِ».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (11) فضل العِلم وتعَلّمه وتعليمه - المجلد (6)