المقارنة بين البلدان التي يحكم فيها بشريعة الإسلام والتي يحكم فيها بالقوانين

لهذا نرى البلدان التي يُحكم فيها بشريعة الإسلام، والتي تُقام فيها الحدود، ويُستوفى فيها الحقوق، نجدها آخذة بنصيب وافر من الإيمان، والسعادة والاطمئنان، آمنة من الزعازع والافتتان، والضد يظهر حسنه الضد، وإنما تتبين الأشياء بأضدادها، بخلاف البلدان التي تحكم بالقوانين التي هي شريعة الكافرين نرى أهلها من أسوأ الناس حالاً، وأشدهم اضطرابًا وزلزالاً، قد ابتلوا بفنون من الفتن والاضطراب، وعدم أمن الجناب، إلى حالة كثرة القتل والنهب، وحرق الحوانيت الـمملوءة بالأموال، واختطاف النساء والغلمان، وهذه الأعمال تزداد عامًا بعد عام، كلها نتيجة أو عقوبة عزل شريعة الدين، والرضا بحكم القوانين، التي هي آراء شرعها قوم ﴿لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ﴾ [التوبة: 29].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (9) القوانين وسُوء عواقبها على الدّين - المجلد (6)