إذا حلت هداية الإسلام في قلب إنسان نشطت في مرادها الأجسام

يا أيها النـاس اتقوا الله الـملك العـلام، والتزموا ما أوجبـه عليكم من حقوق الإسلام، واعلموا أن نعم الله على العباد كثيرة وأجلها وأفضلها الهداية للإسلام، كما في الحـديث: «قد أفلح من هُدِيَ للإسلام ورُزِقَ كفافًا وقنَّعه الله بما آتاه» ﴿فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ﴾ [الأنعام: 125]. فيفرح بذكره، ويندفع إلى القيام بفرضه ونفله، منشرحًا بذلك صدره، طيبة به نفسه، وإذا حلت هداية الإسلام في قلب إنسان نشطت في مرادها الأجسام ﴿وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا﴾ [الأنعام: 125]. أي ضيقًا بذكر الإسلام، وحرجًا من أمره ونهيه، وحلاله وحرامه، وصلاته وصيامه، فهو ممن قال الله فيهم: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ ٨ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ ٩﴾ [البقرة: 8-9]. فتجد مَن هذه صفته يألف البطالة، وينفر عن الطاعة، ويبغض أهل الإيمان، ويميل بمحبته إلى مصاحبة أهل الكفر والفسوق والعصيان؛ لأن شبيه الشيء منجذب إليه، والـمرء على دين خليله.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (7) نظَام شَرع الإسلام وكونه صَالحًا لكلّ زَمانٍ ومَكان - المجلد (6)