الحكمة من تسخير القمر والنجوم
حكمته سبحانه في تسخير سير القمر كما قال سبحانه: ﴿وَٱلشَّمۡسُ تَجۡرِي لِمُسۡتَقَرّٖ لَّهَاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ ٣٨ وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِيمِ ٣٩﴾ [يس: 38-39].
وقال سبحانه: ﴿هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمۡسَ ضِيَآءٗ وَٱلۡقَمَرَ نُورٗا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ﴾ [يونس: 5]. فسخر القمر في أن ينزل في الشهر ثماني وعشرين منزلة ينزل كل ليلة منها منزلة مرسومة لا يتخطاها ولا يقصر دونها ليعلم الناس بذلك حساب الشهر، وقالوا: إن القمر يقطع الفلك في كل شهر مرة.
ومثله في خلق النجوم وأن منها السيارات التي تطلع وتغيب على حسب سنة الله في تسخيرها، ومنها الثوابت التي لا تبرح مكانها مثل بنات نعش، والفرقدين وتسمى الحويجزين، والجدي التي لا تغيب عن أعين الناس لقربها من مركز خط الاستواء فصارت بمثابة الأعلام التي يهتدي بها الناس في الظلمات وفي الطرق المجهولة في البر والبحر فيهتدون بها حيث شاءوا، وهذا كله من حكمة خلق الله لهذه الأفلاك وتسخيرها بأمره، حكمة بالغة فما تغنى النذر.
وقد أعطاها سبحانه هذا النور كي يراها الناس مع بعد منازلها فيهتدون بها كما قال سبحانه: ﴿وَعَلَٰمَٰتٖۚ وَبِٱلنَّجۡمِ هُمۡ يَهۡتَدُونَ ١٦﴾ [النحل: 16]. وقد اتفق علماء الهيئة المتقدمون والمتأخرون أن النجم أكبر من الدنيا، ويحسبه أكثر الناس صغيرًا في مناظرهم كما قيل:
والنجم تستصغر الأبصار رؤيته
الذنب للطرف لا للنجم في الصغر
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الرد بالحق الأقوى على صاحب بوارق الهدى [ الحكمة من تخريب الدنيا يوم القيامة ] - المجلد 1