ليس من شأن القرآن ولا من شأن المفسرين أن يبينوا للناس ما يصلون إليه بكسبهم
ليس من شأن القرآن الكريم ولا من شأن علماء المسلمين المفسرين بأن يبينوا للناس ما يصلون إليه بكسبهم وأفكارهم وتجاربهم من كشوفهم واختراعاتهم وصنائعهم وسائر ما يدركونه من الأشياء الغامضة والنجوم الخفية وغيرها.
لأن هذه من شأن الباحثين في علوم الطبيعة والفلك وسائر الأمور الكونية، ولا تعلق لها بأمور الدين ولا القرآن المبين. والناس منذ خلق الله آدم إلى يومنا هذا وهم يستخدمون أفكارهم وتجاربهم في تطوير المخترعات من الصناعات وكشف غوامض الآيات والخفيات.
وقد أخبر الله سبحانه عن مبدأ آدم وحواء وأنهما بداعي الحاجة عملا لهما لباسًا من ورق الشجر يستر سوأتهما -أي ثيابًا من الخوص تستر عوراتهما- وهذه هي مبدأ الصنائع في الدنيا وخاصة الملبوسات التي تستر بها العورات، كما أن الأواني التي يطبخون فيها ويأكلون ويشربون فيها هي من الطين، فهذه من أمور الحياة التي تدعو إليها الحاجات إذ الحاجة هي أم الاختراع. وتدخل في عموم قوله ﷺ: «أنتم أعلم بأمور دنياكم» . وفي عموم قوله تعالى: ﴿وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ ٩٦﴾ [الصافات: 96]. وقوله سبحانه: ﴿يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ غَٰفِلُونَ ٧﴾ [الروم: 7].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الرد بالحق الأقوى على صاحب بوارق الهدى [ القرآن أكثره آيات محكمات جليات ] - المجلد 1