القرآن معجزة خالدة
(القرآن) رحمة للعالمين، وهو معجزة الدهور، وآية العصور، وسفر السعادة، ودستور العدالة، وقانون الفضيلة، والواقي من الوقوع في الرذيلة. يوازن بين ما كان عليه المسلمون السابقون من السيادة والعزة والقوة لما كانوا مؤمنين به متبعين لأمره ونهيه ﴿ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠ ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ ٤١﴾ [الحج: 40-41].
وبين ما حل بخلفهم في هذا العصر من الضعف والعجز والشقاق لما ضعف عملهم به وساء اعتقادهم فيه. وبيان موافقته لصالح البشر كلهم في علاج عللهم وإصلاح مجتمعهم بانطباق عقائده وشرائعه على العقل والفطرة، وجلب المصلحة ودرء المفسدة. وهذه هي الحكمة التي أنزل الله بها كتبه وأرسل بها رسله ﴿مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِ﴾ [النساء: 165].
فهو صالح لكل زمان ومكان، قد نظم أحوال الناس أحسن نظام بالحكمة والمصلحة والعدل والإحسان... فلو أن الناس آمنوا بتعاليمه وانقادوا لحكمه وتنظيمه ووقفوا عند حدوده ومراسيمه لصاروا به سعداء.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الرد بالحق الأقوى على صاحب بوارق الهدى [ القرآن أكثره آيات محكمات جليات ] - المجلد 1