الـموت ليس فناء ولكنه انتقال من دار إلى دار أخرى

إن هذا الـموت الذي تخافونه، والذي تفزعون منه، ليس هو فناء أبدًا، ولكنه انتقال من دار إلى دار أخرى، وإبدال حياة بحياة أخرى، هي أدوم وأبقى ﴿لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ أَسَٰٓـُٔواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ بِٱلۡحُسۡنَى﴾ [النجم: 31]. إن الدنيا دار عمل، والآخرة دار جزاء، ولم يخلق الله الإنسان إلا ليعمل ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين- أي الـموت- يقول الله تعالى: ﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ ٩٩﴾ [الحجر: 99]. وخلقت الدنيا بما فيها من الفواكه والخيرات والبركات، كرامة للإنسان، ليستعين بها على طاعة ربه، ويتمتع بها في دنياه ﴿كُلُواْ مِن رِّزۡقِ رَبِّكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥ﴾ [سبأ: 15]. ﴿كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ وَلَا تَطۡغَوۡاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيۡكُمۡ غَضَبِيۖ وَمَن يَحۡلِلۡ عَلَيۡهِ غَضَبِي فَقَدۡ هَوَىٰ ٨١﴾ [طه: 81]. والطغيان هو مجاوزة الحد في الكفر والفسوق والعصيان. بأن يستعين بنعم الله على معاصيه، أو ينفقها فيما يسخطه ولا يرضيه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 85 آخر العام ومحاسبة النفس على ما أسلفته من الأعمال - المجلد 7