الحكم بلزوم الطلاق بالثلاث يفتح باب التحليل على مصراعيه
من مساوئ الحكم بلزوم الثلاث متى وقعت بلفظ واحد أو في طهـر واحد: أنها تفتح باب التحليل على مصراعيه، بحيث إن الرجل متى انفلتت منه هذه الكلمة في حالة الغضب أو التشاجر، ثم ندم على ما فرط منه، وحاول الرجوع إلى زوجته، وربما أنها أم عياله، ثم سأل عن طلاقها العلماء الموجودين في بلده، وكلهم أفتوه بأنها حرام عليه حتى تنكح زوجًا غيره، فإنه حينئذ تضيق به الأرض بما رَحبت، ويشتد حنقه وقلقه على فراقها، ويزداد تلهفه على حبها، كما أنها تبكي على فراق زوجها، وقد قيل:
مُنعت شيئًا فأكثرت الولوع به
أحبُّ شيء إلى الإنسان ما مُنعا
فإنه حينئذ يعمل حيلته في توسط المحلل بينه وبين زوجته، وقد قال النبي ﷺ: «لعن الله المحلِّل والمحلَّل له» وسماه «التيس المستعار» وأكثر الناس لا يبالي عند وقوعه في هذه الضرورة كما قيل:
ألا قاتل الله الضـرورة إنها
تُبيح إلى المضطر أدنى الضـرائر
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الحكم الشرعي في الطلاق السني والبدعي " / دعوة العلماء للعمل بالسنة || المجلد (2)