الكتاب والسنة وحدهما هما العاصمان من الضلال

إن رسول الله ﷺ قال في موقف عرفة حين خطبهم تلك الخطبة الطويلة قال فيها: «لعلكم لا تلقوني بعد عامي هذا»، «وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله»، وفي رواية أخرى: « وسنتي» ولم يقل: وتركت من بعدي المهدي، إذ إنه لم يثبت عن رسول اللهﷺ في حديث صحيح صريح أنه ذكر المهدي باسمه. إن من العلم ما يحسن كتمانه ويضر بيانه لبعض الناس، فقد كان النبي ﷺ يخص ببعض العلم أفرادًا من الناس، يوصيهم بكتمانه خشية أن يفتن الناس، كما خص معاذًا بقوله ﷺ: «من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة». فقلت: وإن زنا وإن سرق. قال: «وإن زنا وإن سرق». فقلت: أفلا أبشر بها الناس؟ فقال: «لا تبشرهم فيتكلوا». متفق عليه. فأمره رسول الله بكتمان هذه البشرى خشية أن يتهاون الناس في فعل المعاصي والمنكرات، اتكالاً على ما سمعوه فيفتنوا، ولم يخبر معاذ بهذا الحديث أحدًا إلا عند موته.. ومثله إخباره حذيفة بأسماء ثلاثين من المنافقين وأمره بكتمانها، فكان الصحابة لا يصلون إلا على من صلى عليه حذيفة، ويسمونه صاحب السر المكتوم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - لا مهدي يُنتظر بعد الرسول محمد ﷺ خير البشر / دعوة العلماء والعقلاء إلى الاتحاد على حسن الاعتقاد - المجلد (1)