النظافة خصلة من خصال الإيمان

إن الله بعث نبيه محمدًا بدين كامل، وشرع شامل، يجمع بين مصالح الروح والجسد، وبين مصالح الدنيا والدين. لا خير إلا دل عليه، وهدى الناس إليه، ولا شر إلا نهى عنه، وحذرهم منه، فيما يتعلق بخاصة الإنسان في نفسه، وفيما يتعلق بمجتمع الناس؛ لأن الدين مبني على جلب الـمصالح وتكثيرها، ودفع الـمفاسد وتقليلها، يهدي الناس إلى التي هي أصلح لهم وأصح لأبدانهم وبلدهم. من ذلك النظافة، فقد يتسامح الناس بأمرها، ويتساهلون في شأنها، وهي من أمر دينهم، بل هي خصلة من خصال الإيمان، فإن الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. والنبي ﷺ قال: «إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صدقة» وقال: «إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ» يعني طرقكم .
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 30 فضل النظافة وكونها من الإيمان - المجلد 6