سبب ردة العرب هو حداثة عهدهم بالإسلام وعدم تمكنه من قلوبهم

والأصل في هذا كله (أي في ردة العرب ومنعهم الزكاة) أن العرب من أهل الحجاز ونجد ومَن حولهم لم يدخلوا في الإسلام إلا عام تسعة من الهجرة، أي قبل موت رسول الله ﷺ بسنة واحدة، فلم يتمكن الإسلام من قلوبهم، ولم تنقد للعمل به جوارحهم، بل كانوا فيه على طرف، كما قال سبحانه: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ ١١﴾ [الحج: 11]. فهذا هو السبب الذي جعل هذه الفتنة تتمكن منهم وتنتشر بينهم. والإسلام بمثابة البيت الـمحكم بالبناء والإتقان، فمتى هُدِم منه جانب تداعى بقيته بالهدم والانهيار. وهكذا تدارك الصحابة لقتال الـمانعين للزكاة؛ لكونهم يعتقدون عدم وجوبها عليهم. ولا شك أن هذا الاعتقاد كُفْر يخرج صاحبه عن ملة الإسلام.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 27 عقابُ المانِعين للزكاة وكونه يجب على الإمام أن ينتزعها منهم طوعًا أو كرهًا - المجلد 6