التفريق بين الرسول والنبيء مبني على حديث موضوع
ثم إننا متى بحثنا عن سبب انتشار هذا الاعتقاد بين الناس في التفريق بين الرسول والنبي، نجد السبب هو: تأثرهم بالحديث المنسوب لأبي ذرٍّ، ويترجح بمقتضى الدلائل والبراهين أنه حديث موضوع مكذوب على الرسول وعلى أبي ذر، وإن كان قد رواه الإمام أحمد في مسنده، ورواه ابن حبان في صحيحه، فقد حققه ابن الجوزي وقال بأنه موضوع، واتهم بوضعه إبراهيم بن هشام. وكذلك ابن كثير، قد أشار في التفسير إلى ضعفه قائلاً: ولا شك أنه قد تكلم فيه غير واحد من أئمة الجرح والتعديل، مع العلم أن لفظه ينمّ بوضعه، ونحن نسوقه بلفظه، ثم نعقبه بما يوضح بطلانه، نصيحة لله، ولعباده المؤمنين.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الإيمان بالأنبياء بجملتهم وضعف حديث أبي ذر في عددهم / [ سبب انتشار دعوة التفريق بين الأنبياء والرسل ] - المجلد (1)