النفاق موجود في الحضر وفي كل زمان ومكان

وكل ما ذكره الله سبحانه عن الأعراب فإنه ينطبق بوصفه على الحضر. فمن الحضر من هو أشد كفرًا ونفاقًا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله، ولا يزال النفاق موجودًا في الحضر والأعراب في كل زمان ومكان. كما قال سبحانه: ﴿وَمِمَّنۡ حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مُنَٰفِقُونَۖ وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لَا تَعۡلَمُهُمۡۖ نَحۡنُ نَعۡلَمُهُمۡۚ﴾ [التوبة: 101]. ومنهم من يتخذ ما ينفق في سبيل الزكاة والصدقة والصلة مغرمًا -أي غرمًا ثقيلاً على نفسه- قد بخل بما آتاه الله من فضله، وهي بالحقيقة مغنم لهم لو كانوا يعلمون، كما قيل: ولم أر كالمعروف تدعى حقوقه مغارم في الأقوام وهي مغانم كما أن منهم من يتخذ ما ينفق قربات عند الله يرجو ثوابها وأجرها، فهو يحتسبها مغنمًا وليس بمغرم، فتراه يعطي زكاته عن سخاء نفس ويقول: اللهم اجعلها مغنمًا ولا تجعلها مغرمًا. وبما أن الشيخ عبد العزيز يدور كلامه على تحقيق وجود مسلمين غير مؤمنين، فإننا نطالبه بتعيين عشرة أشخاص أو خمسة أشخاص من الأحياء الموجودين في الدنيا، بحيث يسميهم بأسمائهم ويقول: هؤلاء مسلمون وليسوا بمؤمنين. حتى يكون لقوله موقع من القبول والصحة في الجدل.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - القول السديد في تحقيق الأمر المفيد / [ المدرك السابع: الاعتماد على حديث جبريل عليه السلام في التفريق بين الإسلام والإيمان اعتماد غير صحيح ] - المجلد (1)