باب الاجتهاد في الجزئيات غير مقفول
وإنه كلما رسخ علم الشخص في القرآن والحديث والتفسير، وأعطي حظًّا من سعة البحث في التحقيق والتدقيق وحكمة الاستنباط للمسائل الخفية من مظانها بحيث يخرجها من حيّز الخفاء والغموض إلى حيّز التجلي والظهور بالدليل الواضح، ولم يجمد رأيه وفهـمه على عبارات المتقدمين قبله، فإنه والحالة هذه سيجد سعة لعذرنا ومندوحة عن عَذلنا فيما طرقناه من هذه المواضيع التي هي غير معروفة ولا مألوفة في عرفهم، ويحمل كلامنا على المحمل الحسن اللائق به، فإن الفقيه الحر يجب عليه أن يربط الأصول بعضها ببعض، فيخصص الشيء بالشيء ويقيس النظير بنظيره، وبربط المعنى الغريب بالأصل المأخوذ من قريب مما يدل على المعنى المراد به.
وقد عملت جهدي في تشخيص هذه القضية بالأدلة القويمة القوية والمألوفة المعروفة، حيث تقبلها العقول ويتلقاها العلماء بالقبول لاعتبار أن باب الاجتهاد في الجزئيات غير مقفول.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - إتحاف الأحفياء برسالة الأنبياء / " النبي محمد صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والرسل وشريعته آخر الشرائع " - المجلد (1)