تعامل المؤمنين مع المعجزات والمغيبات
إن الناس في المعجزات والأمور المغيبات على قسمين:
أحدهما: المؤمنون الذين آمنوا بالله تعالى، وصدقوا المرسلين، فهم يؤمنون ويصدقون بكل ما أخبر الله به في كتابه، من معجزات أنبيائه تصديقًا جازمًا، سواء أدركوا معرفته بعقولهم، أو لم يدركوه، لأن عدم علمهم بالشيء، ليس دليلاً على عدمه، فقد أتت الرسل بمجاراة العقول، فهم الذين يؤمنون بالغيب، على صفة ما أثبته القرآن، ويقولون: آمنا بالله، وما جاء من الله، على مراد الله.
لأن المسلم الحق، متى آمن بالله القادر على كل شيء، والذي إذا أراد أمرًا قال له: كن. فيكون، فإنه لن يعسر عليه التسليم لكل ما أخبر الله به في كتابه، من معجزات أنبيائه، فقد أجرى الله سبحانه خوارق العادات في خلقه، من معجزات أنبيائه التي تجري على خلاف السنن المطردة والمعروفة والمألوفة عند الناس، مما يدل على قدرة الرب الذي أوجدها، وصدق النبي الذي جاء بها. وإنما سميت معجزة؛ لكون الناس يعجزون عن الإتيان بمثلها، لكونها من صنع الله، لا من صنع الرسول، ولا البشر. ﴿وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بَِٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ﴾ [الرعد: 38]. وتسمّى الآية، والبينة، والبرهان. ولكل نبي معجزة تناسب حالة قومه ومجتمعهم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - البراهين والبينات في تحقيق البعث بعد الوفاة / " الإيمان بالإسراء بنبينا محمد ﷺ " - المجلد (1)