الإيمان بالبعث أعظم وازع إلى أفعال الطاعات

إن عقيدة الإيمان بالبعث، والجزاء على الأعمال، هي أعظم وازع إلى أفعال الطاعات، وأكبر رادع عن مواقعة المنكرات. فالمؤمن الذي يعتقد الجزاء على حسناته، تراه يحافظ على الصلوات في أوقاتها، ويؤدي الزكاة الواجبة في ماله، ويعتقدها مغنمًا عند ربه، وبركة في ماله. ويصوم رمضان بنيّة خالصة لله تعالى، حتى لو ضرب ليفطر لما أفطر أبدًا، أو عرضت عليه الدنيا بحذافيرها ليفطر لما اعتاض بها، لكون إيمانه يحجزه، ثم هو يكثر من أفعال الطاعات والحسنات، وبسط اليد بالصدقات وصلة القرابات، والإحسان إلى المساكين والأيتام وذوي الحاجات، والتزوّد بنوافل العبادات، والإكثار من الذكر والتسبيح والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن. ثم السخاء بتضحية النفس في سبيل الله، لاعتقاده أن له حياة هي أسعد من حياته في الدنيا، فهو يسعى سعيه، ويعمل عمله في النقلة إليها، رجاء الفوز بها. وإن الذين يعتقدون الثواب على حسناتهم، ينجم عن حسن اعتقادهم، حسن أعمالهم؛ من الصفات الحميدة والأقوال السديدة، ومن الجرأة والإقدام والتضحية بالنفس والنفيس في سبيل الحق.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - البراهين والبينات في تحقيق البعث بعد الوفاة / " أثر الإيمان بالبعث على الإنسان " - المجلد (1)