الكاتب (صاحب رسالة "الاحتفال بذكر النعم واجب") يصرف القرآن عن مواضعه ليقيم من ذلك حجة على الاحتفال بالنعم والاحتفال بالمولد النبوي
إنه متى ساء الفهم ساءت النتيجة، وإذا ساءت النتيجة فسدت الغاية، لقد رأينا هذا الكاتب (يعني صاحب رسالة "الاحتفال بذكر النعم واجب") -هداه الله- لما تقحم الخوض في موضع سُنيَّةِ الاحتفال بالمولد النبوي وجعله بدعة حسنة، ولم يجد دليلاً واضحًا يؤيده ولا نصًّا صريحًا يسنده اضطره انتصاره لهذه البدعة إلى بدعة أخرى قد سنها بنفسه ابتداء ولم نعلم من سبقه إلى القول بها وهي الاحتفال بالنعم، ثم استباح في تأييدهما صرف القرآن عن مواضعه إلى غير المعنى المراد منه، ليقيم من ذلك حجة على الاحتفال بالنعم والاحتفال بالمولد النبوي، فأكثر في سبيل ذلك من الصدر والورود والاستدلال بما يعد بعيدًا عن المقصود، ديدن الحائر المبهوت يتمسك في استدلاله بما هو أوهى من سلك العنكبوت! ويظهر أنه مزجى البضاعة من هذه الصناعة، فليس للشريعة مُعَظِّمًا ولا للقرآن محترِمًا ولا للحديث موقِّرًا، فانظر إلى كلامه في سائر كتابه تجده لا طالب أثر ولا متبع خبر ولا مناضلاً عن سنة ولا راغبًا أو مُرَغِّبًا في أسوة حسنة، يتلاعب بالقرآن العظيم ويحاول أن يجعل منه أمثالاً للبدع السيئة ليخدع بها العوام وضعفة القول والأفهام.
وإذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت
له عن عدو في لباس صديق
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " كلمة الحق في الاحتفال بمولد سيد الخلق " / [رد سماحة الشيخ على رسالة: الاحتفال بذكر النعم واجب] - المجلد (4)