زعم صاحب كتاب "الجهاد في الإسلام بين الطلب والدفاع" أن الصحابة بدؤوا بالاعتداء على الخوارج
وأما استدلال الكاتب بقتال الصحابة للخوارج زاعمًا أن قتلهم هو من المبادأة التي هي الطلب، ويسمى الهجوم، وأنه لم يوجد منهم من التعدي أو الابتداء بالاعتداء ما يوجب قتلهم وقتالهم.
أقول: إن الخوارج إنما سموا خوارج من أجل أنهم خرجوا على الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وعلى الصحابة، وقد وصفوا بأنهم يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان. وسبب خروجهم أنه لما وقع التحكيم بين علي ومعاوية وقد اتفقا على تحكيم أبي موسى الأشعري عن علي وعمرو بن العاص عن معاوية، فعند ذلك قالوا: حكمتم الرجال ونبذتم كتاب الله وراء ظهوركم. وحكموا بكفر الصحابة لهذا السبب، وهم غوغاء الناس. والغوغاء هم عون الظالم ويد الغاشم في كل زمان ومكان. وقد وصفهم رسول الله بأنهم: «صغار الأسنان، وسفهاء الأحلام، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، إذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم». فخرجوا من صف علي ومعاوية وقد عرفوا بالشجاعة والشدة والغلو الزايد، ويكفرون الناس بالذنب.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الملحق بكتاب الجهاد المشروع في الإسلام / "قتال الصحابة للخوارج على النهروان" - المجلد (3)