الرسل اختصهم الله لتبليغ الدين

أما وظائف الرسل: فإنهم بشر، اختصهم الله بالحق؛ لتبليغ عباده ما ارتضاه لهم من الدين بالقول والعمل، وبالتعليم والإرشاد، تبشيرًا وإنذارًا، وتنفيذ أحكام شرعه فيهم بالعدل والـمساواة، ولم يؤتهم التصرف في خلقه بهداية أقرب الناس إليهم، وأحبهم إليهم من والد وولد والناس أجمعين. فوالد إبراهيم عاش كافرًا، ومات كافرًا، وولد نوح أول رسل الله إلى خلقه مات كافرًا، ولم يأذن الله لنوح بحمله معه في السفينة، فكان من الـمغرقين. وكان أبو لهب عم رسول الله ﷺ من أشد أعدائه الـمؤذين له، والصادين عن دينه، وأنزل الله في ذمه ووعيده سورة من القرآن يتعبد الـمؤمنون بقراءتها إلى يوم القيامة. وعمه أبو طالب الذي كفله ورباه، وكف عنه أذى الـمشركين، واعترف بصدق نبوته ولما قال له عند الاحتضار: «أَىْ عَمِّ قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ» فامتنع ومات على ملة عبد الـمطلب فأنزل الله ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ﴾ [القصص: 56]. ونهي أن يستغفر له فقال: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ ١١٣﴾ [التوبة: 113]. لأن من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 14 وجُوب الإيمان بما أخبَرَ به القرآن من مُعجزات الأنبيَاء عليهم الصّلاة والسّلام - المجلد 6