كمال الدين وما لاقى النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل تبليغه

أما بعد: فإن الله سبحانه بعث نبيه محمدًا ﷺ على حين فترة من الرسل، وقد استحكمت في الناس الضلالة، وخيمت عليهم الجهالة، وسادت من بينهم عبادة الأصنام والأوثان والقبور. فأنقذهم الله ببعثته، وبركة رسالته، فجاء بدين كامل، وشرع شامل، صالح لكل زمان ومكان، قد نظم حياة الناس أحسن نظام؛ يهذب أخلاقهم، ويطهر عقائدهم، ويزيل كفرهم وشقاقهم، ويهديهم للتي هي أقوم. وقد لقي رسول الله ﷺ الشيء العظيم من الـمشاق والـمتاعب في سبيل دعوته إلى دين ربه كحالة الأنبياء من قبله، يقول الله سبحانه: ﴿أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ ٢١٤﴾ [البقرة: 214].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (13) هِجرة النّبي عليه الصّلاة والسّلام من مَكة إلى المدينة - المجلد (6)