الجار الـمحسن شريك لجاره المسيء إذا لم ينهه

ورد أن الجار يتعلق بجاره يوم القيامة ويقول: إن جاري ظلمني، فيقول: يا رب، إني لم أظلمه في أهل ولا مال، فيقول: نعم، صدق يا رب، ولكنه رآني أترك الطاعة فلم يأمرني، ورآني أرتكب الـمعصية، فلم ينهني. فصار على الجار الساكت عن جاره بحيث لم يأمره بالخير، ولم ينهه عن الشر، جريمة من ذنب جاره؛ لأن الـمحسن شريك للمسيء إذا لم ينهه، فإذا رأيت الجار يترك الصلاة، وجب عليك أن تنصحه عن ترك الصلاة، وتقول: إن الصلاة عمود دين العبد، وأمانة الرب، وهي تكفر الخطايا، وتعين على الكسب، وعلى سعة الرزق، أو رأيته مصراًّ على شيء من الـمنكرات، وجب عليك أن تنصحه وتنهاه. ولا يقولن أحدكم: إنه لن يرضى بنصيحتي، أو إنه سينقمني على نصيحته، فإن من التمس رضى الله بسخط الناس، رضي الله عنه، وأرضى عنه الناس، والـمحب النافع، هو من يجرع صديقه الـمر ليقيه من الوقوع في الضر.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (64) فضل حُسن الجوَار وكونه ينحصر في بَذل النّدَى وتحَمّل الأذى - المجلد (7)