سميت شهادة الزور زورًا لكونها منحرفة عن طريق الحق والعدل

سميت شهادة الزور زورًا لكونها مزورة، أي مكذوبة مزورة، أو لكونها منحرفة عن طريق الحق والعدل، قد ظلم الشاهد بها نفسه، وظلم من شهد له وظلم من شهد عليه، وفي الصحيحين أن النبي ﷺ قال: «خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهـادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته، يبيع دينه بعرض من الدنيا» فأخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن استخفاف الناس بالشهادة، إن قومًا في آخر الزمان يستخفون بأداء الشهادة، يجيء أحدهم بمثابة أنه شاهد، فيطيش به الهوى مع من يشهد له، فيقوم ويقعد مقام الـمخاصم الـمتحامل، فأحيانًا يشهد وأحيانًا يحلف بدون أن يستحلف، وهذا يسمى الشاهد الـمتحامل، وقد أسقط العلماء شهادته من أجل عدم عدالته، وأخسر الناس من باع آخرته بدنياه، وأخسر منه من باع آخرته بدنيا غيره.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (58) العدل قوام الدّنيا والدّين وصَلاح المخلوقين - المجلد (7)