من العدل مراعاة الاعتدال في أداء الشهادة

من العدل مراعاة الاعتدال في أداء الشهادة؛ لأنها من الدين والأمانة، والله تعالى يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الـمائدة: 8]. أي بالعدل ويقول: ﴿وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِ﴾ [الطلاق: 2]. أي أدوا الشهادة مقومة معدلة بدون جنف ولا جور، وبدون زيادة ولا نقص، كما قال النبي ﷺ للشاهد: ««ترى الشمس؟» قال: نعم. قال: «على مثلها فاشهد أو دع». ولأن أداء الشهادة كأداء فريضة الصلاة والصيام، لا تقبل الزيادة ولا النقصان، والكل لله عز وجل. وفي الحديث أن النبي ﷺ قال: ««عدلت شهادة الزور الشرك بالله تعالى» مرتين. ثم قرأ: ﴿...فَٱجۡتَنِبُواْ ٱلرِّجۡسَ مِنَ ٱلۡأَوۡثَٰنِ وَٱجۡتَنِبُواْ قَوۡلَ ٱلزُّورِ ٣٠ حُنَفَآءَ لِلَّهِ غَيۡرَ مُشۡرِكِينَ بِهِۦ﴾ [الحج: 30-31]. وقال «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» قلنا: بلى يا رسول الله. فقال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين» وكان متكئًا فجلس. فقال: «ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور». فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (58) العدل قوام الدّنيا والدّين وصَلاح المخلوقين - المجلد (7)