لم يثبت عن النبي ﷺ الأمر بذبح الأضحية عن الـميت

وفي مثل هذه الأيام (يقصد الأيام العشرة من ذي الحجة) يسأل بعض الناس عن أفضل ما يفعلونه من إهداء ثواب الأعمال لموتاهم، فيظن بعضهم: أنه ذبح الأضحية، حيث استقر في نفوس أكثر العامة فعلها. وهذا ليس بصحيح، فإن الأضحية إنما شرعت في حق الحي تشريفًا لعيد الإسلام، وشكرًا لله على بلوغه. يقول الله: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ ٢﴾ [الكوثر: 2]. فالـمخاطبون بفعل صلاة العيد هم الأحياء الـمخاطبون بذبح الأضحية لا الـموتى، فلم يثبت عن النبي ﷺ الأمر بذبح الأضحية عن الـميت، ولم يثبت عن أحد من الصحابة أنه ضحى لـميته، أو أوصى أن يضحي عنه بعد موته، ولا أوقف وقفًا له في أضحيته. ولو كانت من البر، أو أنه يصل إلى موتاهم ثوابها، لكانوا أحق بالسبق إليها.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (48) التذكير الثاني بعيد الأضحى - المجلد (7)