ليس من الدين أن يتخلى الإنسان عن الـمال

كان أصحاب رسول الله ﷺ يتِّجِرُون يبيعون ويشترون، ويبنون ويغرسون، ويسافرون للتجارة في البر والبحر، ولكنهم إذا نابهم أمر من أمور الله، أو حضرت فريضة من فرائض الله، كفريضة الصلاة، وفريضة الزكاة بادروا بأدائها إلى الله ولم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، حتى يؤدوه إلى الله. فليس من الدين أن يتخلى الإنسان عن الـمال، وعن السعي والكسب للعيال، ويلزم زاوية من زوايا الـمسجد الحرام، أو مسجد الـمدينة يتبتل فيه للعبادة، وينقطع عن البيع والشراء، والأخذ والعطاء. كما يفعله الرهبان وبعض الدراويش، فقد جاء أناس من الصحابة إلى النبي ﷺ يستأذنونه في أن يبيعوا عقارهم ومالهم، ويشتروا بثمنها سلاحًا وخيلاً يجاهدون عليها في سبيل الله. فنهاهم رسول الله ﷺ عن ذلك وقال: ««أَمْسِكُوا عَلَيْكُمْ أَمْوَالَكُمْ، وَلَا تُفْسِدُوهَا».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (28) قوله سُبحانه: ﴿إِنَّ قَٰرُونَ كَانَ مِن قَوۡمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيۡهِمۡ﴾ [القصص: 76] - المجلد (6)