الربا أشد تحريمًا من الزنا وشرب الخمر

حرم الله الربا رحمة منه بعباده ولا يحرم شيئًا إلا ومضرته واضحة ومفسدته راجحة.. فهو أشد تحريمًا من الزنا وشرب الخمر سواء فعله لضرورة أو لغير ضرورة، لكونه لو قيل بإباحته للضرورة لسهل على الناس تعاطيه بحجة الضرورة إذ كل أحد سيعرض له في حال حياته وماله شيء من الضرورة. والنبي ﷺ خطب الناس بعرفة في حجة الوداع قبل موته بثلاثة أشهر فقال في خطبته: «ألا وإن ربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع من ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله». مع العلم أن الناس في ذلك الزمان في غاية الحاجة والضرورة فلم يبح تعاطيه لأحد ﴿... وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3]. ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مِنۡ أَمۡرِهِۦ يُسۡرٗا ٤﴾ [الطلاق: 4]. فلا ترتكبوا ما ارتكبت اليهـود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل. فإياك إياك الربا فلَدِرْهَمٌ أشد عقابًا من زناك بنُهَّدِ وتمحق أموال الرباء وإن نمت ويربو قليل الحل في صدق موعد
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " تحريم الربا بأنواعه " - المجلد (4)