الصلاة هي أمانة الرب، وعمود دين العبد

الصلاة هي أمانة الرب، وعمود دين العبد، من تركها تهاونًا بها، واستخفافًا بأمرها، فإنه كافر بالنص الثابت عن رسول الله ﷺ ﴿وَقَدۡ خَابَ مَنِ ٱفۡتَرَىٰ﴾ [طه: 61]. فروى مسلم عن جابر، أن النبي ﷺ قال: «بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة». وعن بريدة رضي الله عنه عن النبيﷺ قال: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها فقد كفر». فلا دين لمن لا صلاة له. إن موضع الصلاة من الدين، كموضع الرأس من الجسد. ولهذا كان السلف الصالح يسمونها الـميزان؛ لأن آخر ما يفقده العبد من دينه الصلاة، فإذا أرادوا أن يبحثوا عن دين إنسان سألوا عن صلاته، فإن حدثوا بأنه محافظ على الصلاة في الجماعات، علموا بأنه ذو دين، وإن حدثوا بأنه لا يشهد الصلاة في الجماعات، علموا بأنه لا دين له. وكل من لا دين له، جدير بكل شر، بعيد عن كل خير، وعادم الخير لا يعطيه، وكل إناء ينضح بما فيه ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِ﴾ [التوبة: 11].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (72) تفسير قوله سبحانه: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١﴾ - المجلد (7)