الصلاة الـمشروعة تصعد ولها نور، فتشفع لصاحبها عند ربها

ثم إن الصلاة لا تكون صلاة، حتى تقع على صفة ما شرعه الله على لسان نبيه، كما في الحديث: «صلوا كما رأيتموني أصلي». فهذا ميزانها الفعلي، وأما ميزانها القولي ففي البخاري، أن رجلاً دخل الـمسجد، فصلى فقال له رسول الله ﷺ: «ارجع فصل، فإنك لم تصل» فعل ذلك ثلاثًا، فقال: والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا، فعلمني. فقال: إذا قمت إلى الصلاة، فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة، وكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تعتدل قاعدًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها». فهذه هي الصلاة الـمشروعة التي تصعد ولها نور، فتشفع لصاحبها عند ربها، وتقول: حفظك الله كما حفظتني. «وأسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته»، أي لا يتم ركوعها ولا سجودها.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (51) الأمانة وموقعها من الدّيانة - المجلد (7)