نزول سورة النصر إعلاما باقتراب أجل رسول الله ﷺ
وفي أواسط أيام التشريق أنزل الله عليه (صلى الله عليه وسلم) ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا ٢ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا ٣﴾ [النصر: 1-3]. ففي هذه السورة إعلام باقتراب أجل رسول الله ﷺ كما فسرها بذلك ابن عباس. ومعناه إذا جاء نصر الله يا محمد، والفتح - يعني فتح مكة -، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا، فإنه حينئذ قد اقترب أجلك، فتأهب للقائنا. وكان العرب قد تحينوا بإسلامهم فتح مكة، ويقولون إن كان نبيًّا، فسيفتح مكة، ويظهر على قريش، فلما فتحها عام ثمانية، أقبل الناس إلى الدخول في الإسلام طائعين مختارين؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا ٣﴾ فكان رسول الله ﷺ بعد نزول هذه السورة لا يقوم ولا يقعد إلا قال: «سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (90) وفاة رسول الله ﷺ - المجلد (7)