مكث النبي ﷺ أربعين سنة من عمره لم يوح إليه بشيء
مكث النبي ﷺ أربعين سنة من عمره لم يوح إليه بشيء كما قال في معرض الاحتجاج على قومه ﴿فَقَدۡ لَبِثۡتُ فِيكُمۡ عُمُرٗا مِّن قَبۡلِهِۦٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾ [يونس: 16]. حتى فاجأه الحق، ونزل عليه الوحي بعد الأربعين، وهو بغار حراء، فأنزل عليه ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ ١ خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ ٢ ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ٣ ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ٤ عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ ٥﴾ [العلق: 1-5]. وهذا هو زمن البعثة الذي امتن الله على عباده الـمؤمنين بها فقال: ﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ﴾ [آلعمران: 164]. ثم استمر الوحي وتتابع، فلما كانت السنة العاشرة من الهجرة ظهر له أمارات اقتراب أجله وارتحاله من الدنيا إلى لقاء ربه. فحج بالناس تلك السنة، وعلمهم مناسك حجهم، ونادى في الناس أن رسول الله ﷺ حاج، فقدم الـمدينة بشر كثير، كلهم يريد أن يأتم برسول الله ﷺ ويعمل مثل عمله.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (90) وفاة رسول الله ﷺ - المجلد (7)